Page 146 - TEACHINGMODELSINEDUCATIONOFTHE GIFTED
P. 146

‫الف�صل ‪  4‬البنية الأ�سا�سية للحقل المعرفي  ‪133  ‬‬

‫هذه المعرفة بطريقة تمكنهم من تجاوز المعرفة التي كانوا قد تعلموها‪ .‬والعملية الثالثة هي‬
‫التقويم والتحقق لمعرفة ما إ�ذا كانت عملية تحويل المعلومات ملائمة أ�م لا‪ .‬وفي كل م�سل�سل تعلم‬
‫�أو قليلة‪ ،‬تكون‬  ‫طويل ًا وم�شتمل ًا على أ�فكار كثيرة‬  ‫‪e‬جم‪d‬ي‪o‬ع‪s‬ا‪i‬لع‪p‬مل‪E‬يا‪g‬ت‪n‬ا‪i‬لث‪n‬ل‪r‬ا‪a‬ث‪e‬ال‪L‬م‪،‬ذقكدوريةك أ�وعنلامهخمتو�صج ًرواد�أة‪.‬و‬
‫يقدم برونر �أي‬   ‫أ�ما ال�شيء غير المعروف‪ ،‬والذي لم‬
‫فر�ضية عليه فهو مقدار التركيز الذي يجب القيام به في كل عملية من عمليات م�سل�سل تعلمي‪ ،‬وحدته‬
‫وطوله أ�و الحاحه‪ ،‬والتقنيات الم�ستخدمة لزيادة الدافعية للتعلم فيه‪ ،‬و أ��ساليب تحقيق التوازن بين‬
                 ‫الفائدة العر�ضية والفائدة الحقيقية لتعزيز التعلم في كل م�سل�سل‪.‬‬

                                      ‫التفكير الحد�سي والتحليلي‬

‫برغم أ�ن طبيعة التفكير الحد�سي ‪ ،Intuitive Thinking‬والترتيب القبلي ل ألو�ضاع و آ�ليات‬
‫القيا�سغيرمعروفةوغيرمطورة‪ ،‬إ�لا أ�نالحد�سمكملمهمللتفكيرالتحليلي‪AnalyticalThinking‬‬
‫ويجب تطويره إ�لى أ�ق�صى حد ممكن‪ .‬ويلاحظ �أن عمليتي التفكير هاتين هما متناق�ضتان ب�شكل‬
‫مبا�شر تقري ًبا‪ .‬فعلى النقي�ض من التفكير التحليلي‪ ،‬ف�إ َّن التفكير الحد�سي بنظام الخطوة خطوة لا‬
‫ي�سير مع �إدراك كامل للمعلومات والعمليات المطلوبة‪ .‬بل على العك�س‪ ،‬ف�إنه يت�ضمن مناورات مبنية‬
‫على ت�صورات مبهمة للم�شكلة الكلية من دون �إدراك �أو إ�دراك قليل للعملية الم�ستخدمة‪ .‬والفرد الذي‬
‫ي�ستخدم التخمين‪ ،‬يبدو كما لو أ�نه يقوم بقفزات كبيرة ومتهورة بدل ًا من خطوات �صغيرة ومدرو�سة‪.‬‬
‫وبناء على ما يقوله الباحثون في ميادين علمية عديدة‪ ،‬ف إ�ن فاعلية الحدث تكمن في معرفة‬
‫ال�شخ�ص للمو�ضوع‪ .‬ومن خلال تلك المعرفة‪ ،‬يقوم الأفراد بتغذية حد�سهم أ�و �إعطائه �شي ًئا �آخر يعمل‬
‫به‪ .‬وبعد القيام "بقفزة" حد�س والخروج بحل أ�و فر�ضية‪ ،‬ي�ستطيع الفرد بعد ذلك تفح�ص �أو �إثبات‬
‫�صحتها من خلال مزيد من الو�سائل التحليلية الدقيقة‪� .‬إن طبيعة التفكير الحد�سي‪ ،‬وطرق قيا�سه‬
‫و�إمكانية ترتيب موا�صفاته م�سب ًقا‪ ،‬والعوامل الم ؤ�ثرة في العملية هي مجالات ما تزال بحاجة إ�لى‬
‫مزيد من الدرا�سة‪ .‬وقد طور كل من ديفيد�سون و�ستيرنبرج )‪Davidson & Sternberg (1984‬‬
‫نظرية فرعية للتحليل بو�صفها موهبة فكرية م ؤ�لفة من ثلاث عمليات منف�صلة ولكنها مترابطة‪،‬‬
‫هي‪ )1( :‬فك ترميز انتقائي‪� ،‬أو عملية فرز المعلومات المنتمية من العمليات غير المنتمية‪ )2( ،‬دمج‬
‫انتقائي‪� ،‬أو مزج �أجزاء من المعلومات ذات العلاقة في ك ٍل موحد‪ )3( ،‬والمقارنة ا إلنتقائية‪ ،‬أ�و ربط‬
‫المعلومات المكت�سبة حدي ًثا بالمعرفة المكت�سبة في الما�ضي‪ .‬وقد و�ضعوا واجبات متنوعة لتقدير‬
‫م�ستوى الحد�س بين المتعلمين الموهوبين وغير الموهوبين‪ ،‬وكذلك لاكت�شاف �إمكانية و�ضع برنامج‬
‫تفكير تدريبي للطلاب ذوي القدرات العادية على ا ألقل‪ .‬وقد �أ�شارت نتائج درا�ستهم �إلى أ�ن الطلاب‬
‫الموهوبين بدوا قادرين على حل الم�شكلات الفكرية بكفاءة �أكبر و ب�إ�شارات أ�قل من الطلاب غير‬
‫الموهوبين‪ .‬وزيادة على ذلك فقد ا�ستفاد الطلاب الموهوبون قليل ًا من البرنامج التدريبي‪ ،‬بينما‬
‫تح�سن أ�داء الطلاب العاديين ب�شكل كبير بعد التدريب‪ .‬وكانت نتائج التجارب متطابقة مع نظرية‬
‫معالجة المعلومات المعمقة‪ .‬وحيث �أن الترميز الإنتقائي والدمج ا إلنتقائي والمقارنة ا إلنتقائية‬
‫يمكن �أن توجد في غياب التفكير المعمق‪� ،‬إلا أ�ن هناك حاجة ما�سة لمزيد من البحوث لاكت�شاف‬

                                             ‫طبيعة العمليات التي ت�شكل التفكير المعمق‪.‬‬
   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151